إنكســار
سَلُواْ الْقَلْبَ عَنْ حَالي وَعَنْ مَوجِ أدْمُعِي
وَعَنْ سِرهِ المخْبُوءِ مَـا بَيـنَ أضْلُعِـي
وَعَنْ وَحْشَةِ الْوجْدَانِ في عِيـدِ حُزنِـهِ
إذا مَا اكْتَسَى حُلْمي بِثَـوبٍ مُرَقَّـعِ
سَلُواْ لهَْفَتي الحَيرَى بِأوطَـانِ مُهْجَتـي
عَنِ النَاسِكِ المقْتُولِ مِنْ هَولِ مَطْلَعـي
أتَاني رَسُولُ الجُـرحِ للوجْـدِ دَاعِيَـاً
تخفََّـى بِآلامـي فأيْقَنْـتُ مَصْرَعِـي
أتَاني نَذيـرُ الخُـوفِ يَغـزو بخافِقـي
فَسَلَّمتُ جَنَّاتي,وألْقيـتُ مَـا مَعـي
إذا الليلُ أرخى سِتْـرَهُ عَـنْ عوالمـي
بَـدَا لـي عذابـاً لا أراهُ مُوَدِعـي
يَهيـمُ بِأوصَالـي وَنَفْسـي كأنـمـا
همومُ الدُنا أرْضي وَأصْلـي وَمَنْبَعـي
كَـأنَّ الأسَـى تـاجٌ وإنـي مُتَـوَّجٌ
وَمُلْكي يَفُوقُ الحدَّ مِـنْ مُلـكِ تُبَّـعِ
جبالُ العُلا دُكَّتْ وَأضْحَـتْ هزيلـةً
وَصَوتُ المُنى قدْ ماتَ في لحدِ مَسْمَعي
وما زالَ يُغْريني بريـقٌ مـن السنـا
ولا زالَ يَطوينـي وَيَهْـذي وَيَدعـي
أرى العُمْـرَ أطـلالاً وَقَفْـراً ديَـارُهُ
جديبُ الخُطى يجْتَرُّ مِنْـهُ تَضَعْضُعـي
يئـنُ مِـنَ الآلامِ قَلـبٌ مُضَـمَّـخٌ
بألوانِ مـوتٍ مـنْ مآقـي مُـوَدّعِ
ورُغْمَ الأسى والليلِ والحُزنِ والبُكـا
سيبقى نشيدُ الحُبَّ في الكونِ مَرْجِعـي
وفـي اللهِ إيمانـي وَقَلْـبـي مُعَـلَـقٌ
فَسُبْحَانَـهُ رَبـي إليـهِ تَضَـرُّعـي
عبدالعزيز سميـر
شاعر القلم الأسير