صوت بكائي ...

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

صـَوْتُ بُكـَائِـي

أدور وحيدا خـلف ستار الحزن.
أستنشق هواء الأسى و الكرب.
اتـطلع إلى بـقايا نَفَسٍ غـادر الدنيا بـعد أن راها بسـاعات قليلة.
هو القدر الذي أتى بي إلى هنُـَا، جعَـَلَني أتذكر كل ما حدث قـبيل ساعات قليـلة، حـقا إنها فـاجعة !!
أين هـي بداية الحدث، هل عـندما تـصدعت جدران الغـرفة ببكائـه، و اختلط الـفرح بـخوف الفراق، أم عـندما
تـحول الفـرح إلى أسى و تحـول الـطفل إلى طـير يحلق في الجنـة ؟؟
كـيف لي أن أنـسى اليوم الذي زفـ إلى مسـامعي خـبر انتظار مولود قـد يحمـل اسم العائـلة من جديد ..... حينـها انتظـرت
الساعـات و استعـجلت الدقـائق .... حتى جـاء يوم اللـقاء، و لكن سـرعان ما انتـهى هذا الاخـير بـمرارة الفراق.
لـم يبـقى من رحـيقه ثمة شـيء، مجرد ذكريات قـليلة لم يكن لي فيـها دوراً يستحق المشاهدة.
فقط اكتفيت بمتابعة الأمر من خلف الستار، ستار الألم و المعانـاة.
لـكم تمنـيت أن أحضـنه قـبل أن تـستجيب روحـه للقـدر. أن أقـبل وجـهه قبـل أن يـفقد لونه الوردي الجمـيل.
و لكـن أيـن الزمـن من الأمنـيات ؟؟ يـظل الأول أعـتد و أشرسـ.

ــــــــــــــــــــــــ

عـلى ضوء القـمر جلـست. أُكَـلِمُ النجـوم المنسـدلة في حـضن السماء بانتـظام.
أحـاول تحقيق معـادلة النسيان. أفـشل. أحـاول مرة أخـرى، و لا أستـطيع .....
لـم أترك يـوما للزمـن فرصـة التغـلب على نفـسيتي، و لكـن، جاءت اللـحظة التي أعـلن فيـها استسلامي للحدث و الأحـداث.
للزمـان و المكان.

ــــــــــــــــــــــــ

مـرة أخرى، وجـدت نـفسي وحـيدا بين جـدران أربـعة.
أتذكـر نـظرته الغامـضة، ابتـسامته الجـميلة، ووجـهه الدافـئ المليـئ بحـب الحياة و إثـبات الذات.
كـان يشـبه أبـاه إلى حـد بعـيد. نـفس النظـرة الغـامضة، الإبـسامة، ..... بـل و كل شيء.
أيـا ليـت الزمـن يـعيد شريط مـا مر ..... تمنـيت لو أنـني كـنت هـناك لأحـط كـفنه بيـدي، لـو أنني غـسلته
بدمـوعي الضمـانة، بـابتسامتي المطـمورة تـحت ألـم المـعـاناة و الفـراق ..... مـجرد متـمنيات !!!

ــــــــــــــــــــــــ

أرى دمـوعي و قـد نـزلت على وجنتـاي .....
بـبساطة، جلـست على الأريكة ....
استرسلت فـي البكـاء ....